رعى وزير العمل سليم جريصاتي امس ورشة عمل حول أهمية مشاركة وسائل الإعلام في نشر الوعي للقضاء على أسوأ أشكال عمل الاطفال في لبنان نظمتها منظمة العمل الدولية بالتعاون مع وزارة العمل في فندق روتانا - الحازمية. وحضرها ممثلون عن مختلف وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب، اضافة الى ممثلين عن اصحاب العمل والعمال.
ثم ألقى مدير عام وزارة العمل بالإنابة كلمة الوزير جريصاتي ومما جاء فيها: ان وزارة العمل تولي هذه القضية الاولوية على ما أسلفت، وتجسد ذلك بوضع قوانين العمل ذات الصلة واخضاعها للتعديل كي تتوافق مع اتفاقات العمل الدولية والعربية بدءا من اتفاقية حقوق الطفل الى اتفاقيتي العمل الدوليتين رقم 138 المتعلقة بتحديد الحدّ الادنى للاستخدام ورقم 182 التي تحظر اسوأ اشكال عمل الاطفال. التزاما بذلك لجأت وزارة العمل الى اصدار المرسوم رقم 8987 تاريخ 29/12/2012 الذي حظر استخدام الاحداث قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة، لا سيما في الاعمال التي تشكل خطراً على صحتهم او سلامتهم او سلوكهم الاخلاقي...
انطلاقاً من ان القضاء على عمل الاطفال هو مسؤولية وطنية، كان لا بدّ من تفعيل مهام اللجنة الوطنية لمكافحة عمل الاطفال في وزارة العمل. لكن ما يجب التأكيد عليه هو التعاون والتنسيق مع المكتب الاقليمي لمنظمة العمل الدولية. ان الاعلام شريك اساسي في كل القضايا التنموية لما له من دور في نشر الوعي، سواء كان مكتوبا او مسموعا او مرئيا، مع التشديد على دور الاعلام المرئي، الذي يقتحم البيوت من دون استئذان ويحتل الحيّز الاهم من اوقات الراحة في العائلة. ان للإعلام دورا ايجابيا في الثقافة الفردية والعائلية والمجتمعية والوطنية على السواء، من هنا الاهمية لإعطاء البرامج التي تتناول تعليم الاطفال وتنشئتهم على السلوك الايجابي الاهمية القصوى والاولوية التي تستحقها، والتي تحمي حقهم في التعليم وتمتعهم بالصحة في بيئة ملائمة للعمل تجنّبهم الوقوع في أي شكل من أشكال الاستغلال.
أطفال مسلحون
ان الاعلام أبرز مؤخرا صورا لأطفال مسلحين يقفون على جبهات قتال في لبنان ويتباهون بمهارة اطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة، فكان لهذه الصور وقع أليم في مجتمعنا المحافظ، ذلك أن الطفل او الحدث انما مكانه في بيئة أخرى يكتنفها الحنان والاطمئنان والتسامح والتحصيل العلمي والعيش في كنف عائلة متناغمة وتسلّق سلّم القيم الاخلاقية والتسلّح بها وليس بالأسلحة الفتاكة.
وتابع: ان الاستراتيجية التي وضعتها اللجنة الوطنية لمكافحة عمل الاطفال بالتعاون مع منظمة العمل الدولية لمكافحة اسوأ اشكال عمل الاطفال في لبنان، إنما تتطلع الى تحقيق أهداف واقعية وقابلة للتحقيق، اذا ما تضافرت جهود الجهات المعنية على مساحة الوطن. إننّا في هذه المناسبة ننتهز الفرصة لدعوة صادقة لوسائل الاعلام الى ان تلتزم بما تفرضه المصلحة الوطنية العليا في مجال حماية الاطفال تحقيقا لإعلام صديق لهم ووصولاً الى دور بنّاء للإعلام في تظهير الصورة الايجابية لعمل الاطفال في لبنان ودعم جهود التوعية والاندماج في المجتمع السليم الخالي من الشوائب والعيوب.
هاغمان
بعد ذلك تحدث نائب المدير الاقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية فرانك هاغمان الذي لفت الى وجود 218 مليون طفل يعملون في ظروف سيئة في العالم من بينهم 126 مليوناً يعملون في ظروف خطرة في وقت يجب ان يكونوا في مدارسهم، مشيرا الى ان هذه الارقام الكبيرة تراجعت بفضل الاستثمارات التي قامت بها بعض البلدان في معالجة الفقر وإعادة تأهيل الاطفال، وقال: أطلق البرنامج الدولي لمكافحة عمل الاطفال في لبنان، لكن عمل الأطفال ما زال واقعاً وهناك ارتفاع في نسبة الاطفال العاملين من دون ان تكون لدينا أرقام محددة.
غصن
وكانت كلمة لرئيس الاتحاد العمالي غسان غصن تحدّث فيها عن الأسباب التي تؤدي الى عمل الاطفال وفي مقدّمها الفقر والإستغلال حيث ان الفقر هو الذي يولّد الحاجة التي تدفع الى الاستغلال. وتناول دور منظمة العمل الدولية في مكافحة عمل الاطفال ودور لبنان لا سيما وزارة العمل والاتحاد العمالي العام، وقال: صحيح لم نستطع القضاء على عمل الاطفال، غير أننا تقدمنا خطوات كبيرة في هذا المجال. هذا البرنامج لا يمكن أن ينجز إلا من خلال تكامل عمل الوزارات والتعاون مع أصحاب العمل للتصدّي لهذه الظاهرة، والتركيز على دور وسائل الاعلان في الاضاءة على هذا الموضوع.
وبعد استراحة قصيرة عقدت حلقة مناقشة تناولت السبل الآيلة الى معالجة آفة عمل الاطفال، وعرضت لقطات مصوّرة تظهر عدد من الاطفال العاملين في عدد من البلدان في أجواء خطرة. ثم غداء عمل.